Important news ticker

حذر الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، اليوم الثلاثاء، روسيا من إمكانية «خسارة صداقة تركيا» بعد سلسلة انتهاكات للمجال الجوي التركي من قبل مقاتلات روسية منتشرة في سوريا.
وقال «أردوغان» خلال تصريح صحفي في بلجيكا التي يزورها حاليا: «علاقاتنا مع روسيا معروفة للجميع لكن إذا خسرت روسيا صديقا مثل تركيا تتعاون معه في عدة مجالات، فإنها ستخسر الكثير، يجب أن تعلم روسيا ذلك»، بحسب وكالة «فرانس برس».
من جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، «إبراهيم قالين»، إن التدخل العسكري الروسي في الأزمة السورية بذريعة محاربة «الدولة الإسلامية» خلق ديناميات جديدة في أحد أكثر الحروب دموية في الذاكرة الحديثة، وستكون له تداعياته على النظام العالمي الحالي الهش.
وفي مقال نشره اليوم الثلاثاء، في جريدة «دايلي صباح» التي تصدر باللغة الإنجليزية في تركيا، بعنوان «اللعبة السورية وتوازن القوى الجديد»، أعرب المتحدث باسم الرئاسة التركية عن اعتقاده بأن «الطريقة التي سيرد بها التحالف الدولي المعارض لبشار الأسد، المكون من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا ودول الخليج، على المقامرة الروسية لإنقاذ الأسد، ستشكل المعالم الرئيسية لتوازن القوى العالمي».
واعتبر «قالين» أن روسيا وإيران تستخدمان «الدولة الإسلامية» مبررا لإنشاء تحالف جديد في الشرق، محذرا من أن التوترات الطائفية في المنطقة تتصاعد.
«قالين» أشار أيضا إلى تحذير الرئيس «أردوغان» من أن المشاركة الروسية في الحرب في سوريا، ستخدم فقط نظام الأسد، وستزيد من عزلة روسيا في العالم العربي والإسلامي.
وفي مقاله، استبعد المتحدث باسم رئاسة تركيا أن يغير التدخل العسكري الروسي من سير الحرب الأهلية في سوريا إلى الأفضل، لأن «الأسد» سيستخدمه كفرصة لدعم قوته، وزيادة هجماته على المعارضة السورية المعتدلة.
وأضاف أن الضربات الجوية الروسية يبدو أنها صممت لإبقاء «الأسد» في السلطة إلى أجل غير مسمى، وليس لإعداد الأرضية لتحول سياسي يؤدي في النهاية إلى رحيله، مؤكدا أن الإبقاء على «الأسد» بعد أكثر من أربع سنوات من الحرب الدموية، سيؤدي فقط إلى إشعال المزيد من الكراهية، وتأجيج العداء والصراع، ومساعدة «الدولة الإسلامية» والمجموعات المتطرفة الأخرى.
واختتم «قالين» مقاله بتأكيده على ضرورة إعطاء الأولوية لتمكين المعارضة السورية المعتدلة، لإنهاء الحرب في سوريا، والقضاء على «الدولة الإسلامية»، وبدء عملية جديدة من التحول الديمقراطي والتعددية السياسية في سوريا.
واعترفت وزارة الدفاع الروسية بخرق مقاتلة تابعة لها للمجال الجوي التركي، مساء السبت الماضي، لكنها أكدت أن الأمر استغرق بضع ثوان وأرجعت ذلك إلى سوء الأحوال الجوية. (طالع المزيد)
وفي بيان له أمس الاثنين، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء «إيغور كوناشينكوف» أن «الطائرة الروسية من طراز سوخوي 30 اخترقت المجال الجوي التركي لبضع ثوانٍ، أثناء عودتها لمطار حميميم الذي يبعد 30 كم عن الحدود التركية».
وأضاف المتحدث أنه «بعد إجراء تفتيش وتحليل معطيات الاستطلاع الموضوعي، اتخذت قيادة مجموعة القوات الجوية الفضائية الروسية في سوريا الاجراءات الضرورية لمنع تكرار حالات مماثلة مستقبلا».
«كوناشينكوف» تابع مبررا: «الطائرات تضطر بسبب الأحوال الجوية في بعض الأحيان للهبوط على مدرج المطار من جهة الشمال، ويجب عدم البحث عن أي نظرية مؤامرة خلف الحادث».