Important news ticker


انتقدت الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) روسيا، اليوم الإثنين، لانتهاكها المجال الجوي التركي على الحدود مع سوريا، فيما هددت أنقرة بالرد إذا تكرر هذا الاستفزاز، وهو ما أثار احتمال وقوع صدام مباشر بين البلدين العدوين في الحرب الباردة، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.
واستدعى حلف الأطلسي، اليوم، سفراء دوله الـ 28 الأعضاء لاجتماع طارئ للرد على ما سماه الأمين العام «ينس ستولتنبرج» «انتهاكات غير مقبولة للمجال الجوي التركي».
وقبل عقد الاجتماع، دعا «ستولتنبرغ» روسيا إلى «احترام المجال الجوي للحلف الأطلسي وتفادي تصعيد حدة التوتر مع الحلف» في حين أن العلاقات متوترة أصلا بين موسكو والأطلسي بسبب الأزمة في أوكرانيا.
وأكد في بيان أن «تحركات روسيا» في سوريا «لا تساعد في أمن واستقرار المنطقة».
وقالت وزارة الخارجية التركية، اليوم، إن طائرة حربية روسية انتهكت المجال الجوي التركي قرب الحدود السورية، وهو ما دفع السلاح الجوي إلى إرسال طائرتين من طراز «إف 16» لتعقبها، واستدعاء السفير الروسي للاحتجاج.
ردود الفعل التركية
وقالت تركيا، التي لها ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي، إن الطائرة الروسية دخلت المجال الجوي التركي جنوبي إقليم هاتاي، يوم السبت.
واستدعت تركيا سفير موسكو للاحتجاج على هذا الانتهاك، وقالت إن روسيا «ستكون مسؤولة عن أي واقعة غير مرغوب فيها قد تحدث» إذا تكرر الاستفزاز.
وتحدث وزير الخارجية التركي، «فيريدون سينيرلي أوغلو»، مع نظيره الروسي، «سيرغي لافروف»، وكذلك الشركاء الرئيسيين في حلف الأطلسي.
من جانبه، قال رئيس الوزراء التركي، «أحمد داود أوغلو»، إن روسيا أبلغته أن الانتهاك كان «خطأ» لن يتكرر.
وقال في مقابلة مع قناة «خبر ترك» التلفزيونية التركية: «قواعد تركيا الخاصة بالاشتباك تنطبق على كل الطائرات سواء كانت سورية أو روسية أو من مكان آخر. وسوف نتخذ الخطوات الضرورية ضد من ينتهك حدود تركيا حتى لو كان طائرا».
وأضاف قوله: «بالنسبة لروسيا التي تعارض منذ وقت طويل التدخل الأجنبي في سوريا وأحبطت قرارات لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فإن تدخلها النشط ينطوي على تناقض وتحرك أدى إلى تصعيد الأزمة».
وحتى الآن، لم يصدر عن روسيا رواية علنية عن الأحداث.
وقال المتحدث باسم الكرملين، «دميتري بيسكوف»، إنه تم استدعاء السفير الروسي، مضيفا: «بعض الحقائق ذُكرت عندئذ، ويجري التحقق منها».
ولم يذكر تفاصيل أخرى.
وكان الطيران الروسي شن الأسبوع الماضي غارات جوية في سوريا. وزعمت موسكو أن هذه الضربات موجهة فقط إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، لكن أنقرة وحلفاءها الغربيين يتهمون موسكو بتركيز هجماتها على قوات «المعارضة المعتدلة» المعارضة لـ«بشار الأسد».
واشنطن تعتبره عملا ”طائشا“
في واشنطن، نبّه وزير الخارجية الأمريكي، «جون كيري» إلى أن «توغّل» مقاتلة روسية في الأجواء الجوية التركية كاد يتسبب بتصعيد خطير.
وقال «كيري»، الذي يزور تشيلي: «نحن قلقون للغاية حيال ما حصل؛ لأنه لو أن تركيا ردت بموجب حقوقها، لكان ذلك تسبب بإسقاط الطائرة».
وقال الوزير الأمريكي إن نظيره التركي تحدث إليه هاتفيا عن الواقعة يوم السبت، لافتا إلى أنه ناقش الواقعة مع وزير الدفاع «آش كارتر» ومستشارة البيت الأبيض للأمن القومي «سوزان رايس».
وأضاف أنه منذ ذلك الحين أجرى محادثات دبلوماسية مكثفة لضمان ألا يحدث تصادم غير متعمد بين الطائرات الروسية وطائرات التحالف فوق سوريا.
وتابع: «هذه المحادثات أصبحت الآن أكثر كثافة وسنرى قريبا جدا هل يمكن نزع فتيل هذا الأمر».
وقال «مارك تونر» من وزارة الخارجية الأمريكية في تصريحات للصحفيين يوم الإثنين «بصراحة نعتبر هذا التوغل عملا طائشا».