Important news ticker

أثارت دعوة حركة «التوحيد والإصلاح» الإسلامية بالمغرب، الداعية السعودي الدكتور «محمد العريفي»، إلى إلقاء محاضرة في العاصمة الرباط نهاية الشهر الجاري، الكثير من الجدل في البلاد.
ومن المنتظر أن يلقي «العريفي» نهاية الشهر الجاري محاضرة تحت عنوان «دور القرآن في بناء الإنسان»، حسب ما يشير إليه إعلان المحاضرة التي تنظمها حركة «التوحيد والإصلاح»، فرع الرباط، وهي الحركة المقربة من حزب «العدالة والتنمية» الذي يقود الحكومة، وتوصف في المغرب بأنها ذراعه الدعوي.
ولـ«العريفي» الكثير من المواقف التي أثارت جدلا واسعا، خاصة منها تشجيعه على «الجهاد» في سوريا ضد رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، وانتقاداته الكبيرة لطوائف الشيعة، كما أنه عبر مؤخرا عن مواقف تندد بالكثير من الجماعات المسلحة المتشددة في سوريا، قائلا إنهم يستخدمون نصوصا ضعيفة أو يأولونها لأجل قتل المسلمين وذبحهم وسبي نسائهم.
كما ألمحت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية العام الماضي، إلى أن «العريفي» قد يكون وراء تجنيد المتشددين البريطانيين للقتال في سوريا والعراق، وهو ما نفاه الداعية السعودي آنذاك.
وعبر هاشتاج «#العريفي_في_المغرب»، أعرب ناشطون علمانيون ويساريون، على مواقع التواصل الاجتماعي عن رفضهم لتلك الخطوة، بحجة أن «العريفي» يشجع على الإرهاب، بينما رحب آخرون بالداعية السعودي، المعروف بتأييده لثورات الربيع العربي.
فعلى حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، كتب «عبد الكريم القمش»، وهو ناشط علماني: «لست أتفق مع الأصدقاء الذين طالبوا بمنع هذا الداعشي من الدخول إلى المغرب وإلقاء محاضرة، بل أقترح بدلا عن ذلك أن نقوم نحن معشر العلمانيين بإنزال عددي كثيف في قاعة المهدي بن بنبركة (التي ستلقى فيها المحاضرة) في اليوم المعلوم بشكل سلمي وقصف المنصة بتدخلاتنا وترك الإعلام يسجل والفضيحة تعم أيقونات الجهل المقدس. ما رأيكم أنا سأكون أول الذاهبين وقد قررت أن أفعلها حتى لو لم يعجبكم اقتراحي فمن يذهب معي؟».
كما كتبت «سارة سوجار»، وهي عضو في حزب يساري: «أظن أنه واجب وطني أن تستنكر كل القوى السياسية والمدنية والثقافية استضافة حركة التوحيد والإصلاح لشيخ أقل مايمكن أن يقال من جرائمه هو تحريضه على ممارسة العنف».
في المقابل قال حساب باسم «شادي»: «احترمه لعلمه ولما قدمه ولا يجب الطعن فيه وفي دينه ومنهجه فقط بسبب خطأ واحد قد يكون سببه سوء فهم كونوا عقلانيين».
ومتفقة معه قالت «آمال»: «أهلا وسهلا بك لنا الفخر بزيارتك، ونفخر بمن هم أمثالك» وإذا ما حملتك الارض نحملك فوق رؤوسنا.
من جانبها دافعت حركة «التوحيد والإصلاح»، عن اختيارها باستضافة «العريفي»، إذ قال رئيسها «عبد الرحيم الشيخي» إن «العريفي» لديه أفكار إيجابية كما لديه أخرى يختلفون معه فيها، مشيرا إلى أن الحركة منفتحة على جميع الآراء ولا تضيق بأي منها، وليس «لأن العريفي يحمل اجتهادات خاطئة، سيمنع من التعبير في المغرب عن اجتهاداته الإيجابية».
ونقلت «سي إن إن» عن «الشيخي»، قوله إن «المغرب سيشهد تنظيم مؤتمر عالمي حول تدبر القرآن تشارك في تنظيمه عدة جامعات، وهو ما حذا ببعض أعضاء الحركة على دعوة العريفي للمشاركة في المؤتمر»، مشيرا إلى أن «الجامعات المنظمة معنية كذلك بسؤال حضور العريفي وليس الحركة وحدها التي قال إنها لا تتبنى أفكار وآراء العريفي».
وأضاف: «دعوتنا للعريفي لا تعني إقراره على كل اجتهاداته، فأعضاؤنا مستعدون للرد على العريفي إذا ما تبين أنه عبر عن أفكار لا نوافقه عليها»، مستطردا: «مواقفنا من القتال في سوريا معروفة، فنحن لا ندعو الشباب إلى القتال في أيّ بلد، ونرفض أن يتم الزج بهم في حروب يصبحون من خلالها أدوات لقوى معيّنة توظفهم لمآربها».
وقبل يومين، توجه الداعية «العريفي» أستاذ العقيدة بجامعة الملك سعود بالشكر لمتابعيه على «تويتر»، بعد أن تجاوزت أعدادهم 13 مليون شخص.
وقال «العريفي» في تغريدة بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» عبر حسابه الشخصي: «رب لك الحمد محبكم #العريفي يتقدم للمركز 86 على العالم بتويتر مع بقائه بالمركز الأول عربيا #العريفي13مليون_متابع»، كما جاء في نص التغريدة.
وبهذا أصبح عدد متابعي حسابات الداعي السعودي المعروف بمواقع التواصل 13 مليون شخص على «تويتر» و حوالي 19 مليون معجب بـ«فيسبوك» حول العالم.