Important news ticker

تلقي المملكة العربية السعودية بثقلها المالي من أجل الحصول على سمعة أفضل في واشنطن.
في شهر سبتمبر/ أيلول وحده، تظهر وثائق الكشف عن أنشطة اللوبيات الأجنبية قيام الحكومة السعودية بعقد صفقات مع بيت القوة (بي. آر) التابع لمجموعة إيلدمان، وأيضا مع جماعة ضغط بوديستا، وفق لما أشارت إليه التقارير الأخيرة.
وتعد إيلدمان هي أكبر وكالة علاقات عامة مملوكة للقطاع الخاص في العالم. ومن المعروف أنها تقوم بمساعدة عملائها على احتلال مساحات بارزة ضمن التغطيات الإعلامية السائدة. مجموعة بوديستا هي أحد جماعات الضغط التي أسسها «توني بوديستا»، وهي أكبر المسؤولين عن حملة التبرعات الخاصة بالحملة الرئاسية لـ«هيلاري كلينتون».
التعاقدات الجديدة هي الأحدث ضمن مسلسل توظيف القوة الذي قامت به الدولة الخليجية على مدار عام كامل في محاولتها لبناء وتوظيف ترسانتها السياسية الهائلة. هذا ولم ترد سفارة المملكة العربية السعودية على طلب التعليق.
في مارس/ أذار الماضي، نجحت سفارة المملكة العربية السعودية في الحصول على خدمات اثنتين من شركات الضغط المؤثرة هما شركتي (دي. إل . ايه)، وشركة (بايبر وبيلسبري ينثروب شو بيتمان). شركة (دي. إل . ايه) على بسبيل المثال توظف جيشا صغيرا من المسؤولين الحكوميين السابقين، بمن فيهم المتقاعدين من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي أمثال «ساكسبي تشامبليس» و«جورج ميتشل». في مارس/ اذار أيضا، وظفت السفارة خدمات شركتين تتخصصان في تحليل البيانات الضخمة للعملاء السياسيين هما «تارجيت فيكتوري»، و«مختبرات زيجنال».
العملية السياسية في المملكة العربية السعودية تشمل بالفعل السيناتور السابق «نورم كولمان»، الذي يرأس واحدة من أكبر الدوريات الجمهورية في البلاد. كذلك مجموعة العلاقات العامة (إم إس إل جروب - كورفيس). كما تقوم شركة أرامكو، شركة النفط الوطنية المملوكة للدولة، بتمويل العديد من المؤسسات السياسية الأمريكية المؤثرة بما في ذلك معهد البترول الأمريكي. فرع شركة أرامكو للتكرير في الولايات المتحدة هو وكيل معتمد للحكومة السعودية. تقوم الحكومة السعودية أيضا بتمويل عدد من المراكز البحثية والجامعات، والمساهمة في المنظمات غير الربحية الأمريكية البارزة بما في ذلك مؤسسة «كلينتون».
العقد المبرم مع مجموعة بوديستا تم إبرامه بواسطة مركز الدراسات والشؤون الإعلامية في الديوان الملكي السعودي. العقد الموثق في قاعدة بيانات مجموعات الضغط الأمريكية في وزارة العدل يقول إن الشركة سوف توفر خدمة العلاقات العامة للمركز.
«إن سياسة شركتنا تلزم عدم الادلاء بمزيد من التعليقات عن عملائنا سوى ما يتطلبه القانون. ونناشد الصحفيين وغيرهم من الأطراف المعنية التوجه لعملائنا للحصول على ما يلزمهم من معلومات»، وفقا لما قاله «ميسي تيسييه»، المتحدث باسم المجموعة بوديستا، حين طلبنا منه الإدلاء بالمزيد من التفاصيل حول طبيعة هذه العلاقة.
وينص العقد مع شركة إيلدمان على «التواصل مع قادة الرأي والمؤثرين واستغلال جميع الفرص الإعلامية والافتتاحيات» وذلك نيابة عن الهيئة العليا للاستثمار في السعودية.
ويواجه النظام السعودي حاليا أزمة علاقات عامة جديدة مع اتجاه المملكة العربية السعودية لتنفيذ حكم الإعدام على المعارض الشاب «محمد نمر» بسبب قيامه بانتقاد الحكومة.
كما تواجه السعودية الآن انتقادات دولية موسعة بسبب ما تتسبب فيه حملتها في اليمن من ضحايا في صفوف المدنيين. منذ شهر مارس/ أذار تقود المملكة العربية السعودية تحالفا تضم سائر دول الخليج ومصر ويحظى بدعم أمريكي وبريطاني من أجل دعم الحكومة اليمنية في حربها ضد المتمردين الحوثيين. قوات التحالف التي تقودها السعودية هاجمت مرارا المدارس والمستشفيات إضافة إلى أهداف مدنية أخرى بما في ذلك التقارير الأخيرة حول حفل الزفاف الذي تعرض للقصف مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص.
في الأسبوع الماضي، تحدثت إلى عدد من المشرعين بشأن انتهاكات السعودية لحقوق الإنسان، ولكني وجدتهم يحجمون للغاية عن انتقاد المملكة. تكشف الإفصاحات أن شركات الضغط التي عملت مع المملكة العربية السعودية لسنوات تقوم في كثير من الأحيان بالتواصل مع كبار أعضاء الكونغرس. ما وراء العلاقات العسكرية والاقتصادية الراسخة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، يبدو أن المملكة تواصل العمل من أجل الحفاظ على نفوذها السياسي.