Important news ticker


ألمح الكاتب الصحفي الفلسطيني، «عبدالباري عطوان»، إلى وجود شبهة تعمد في حادث التدافع بمنى، والذي أسفر عن مصرع 769 حاجا، بينهم 134 إيرانيا، فيما لايزال 354 حاجا إيرانيا في عداد المفقودين.
وقال «عطوان» إن هناك العديد من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات من قبل المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بحادث منى، متسائلا: هل وجود ضباط في «الحرس الثوري الإيراني» يؤدون فريضة الحج هذا العام له علاقة بكون العدد الأكبر من القتلى والمفقودين في الحادث من إيران؟.
وأضاف «عطوان» في تصريحات متلفزة، لماذا عدد الحجاج الإيرانيين هو الأكبر بين القتلى والجرحى؟... هذه نقطة مهمة.. لماذا عدد المفقودين هو الأكبر أيضا؟.. أنا أعرف أنك إما أن تكون ميتا أو جريحا، ماذا تعني كلمة مفقود؟.. نحن لسنا في أدغال فريقيا.. هل وجود ضباط عسكريين إيرانيين وسفراء سابقين يؤدون الحج له علاقة بالحادث».
وأردف: أعلن أن السفير الإيراني السابق في بيروت «غضنفر ركن أبادي» بين المفقودين، كيف هذا؟ وما تفسيره؟.
وبين «عطوان» أن العلاقة بين السعودية وإيران ليست جيدة على الإطلاق ويحيط بها الغموض، حيث تخوض كل منهما نوع من الحرب بالوكالة في اليمن مثلا، مشيرا إلى أن هذا الغموض سيزداد في الأيام المقبلة لا سيما مع زيادة الضغوط على الرئيس الإيراني «حسن روحاني»، من قبل المتشددين الإيرانيين لاتخاذ مواقف أكثر صرامة من السعودية.
ولفت إلى أن الجمهورية الإيرانية أعلنت أنها ستلاحق السعودية قضائيا للوقوف على الأسباب الحقيقية للحادث.
وكان المرشد الإيراني الأعلى، «علي خامنئي»، دعا حكام السعودية إلى الإقرار بالمسؤولية عن حادث التدافع الدامي الذي وقع، الخميس الماضي، في منطقة منى بالقرب من مكة، غربي السعودية، مطالبا إياهم بالمبادرة إلى الاعتذار من العالم الإسلامي بدلا من التنصل من المسؤولية عن الحادث عبر توجيه الاتهامات للآخرين.
وكانت السلطات السعودية دافعت عن نفسها ضد الانتقادات التي وجهت إليها بسبب حادث التدافع الدامي.
وقالت وزارة الصحة السعودية في بيان، أمس، إن المأساة التي حدثت «ربما تسبب فيها حجاج لم يلتزموا بالتعليمات الرسمية»، متعهدة بسرعة استكمال التحقيق في الحادث.
بينما دعا العاهل السعودي، الملك «سلمان بن عبد العزيز» إلى مراجعة شاملة لإجراءات الحج بعد حادث التدافع المميت، وهو أسوأ حادث يقع في الحج منذ 25 عاما.
ووجه الملك بتشكيل لجنة للتحقيق في الكارثة، وستعلن نتائج التحقيق فور توفرها، حسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
في سياق متصل، استدعت الخارجية الإيرانية للمرة الثالثة القائم بالأعمال السعودي، مطالبة إياه بالإسراع في متابعة أوضاع الحجاج الإيرانيين، حسبما ذكرت قناة «العالم» الإيرانية.
ودعا مساعد وزير الخارجية الإيراني في الشؤون العربية والأفريقية، «حسين أمير عبد اللهيان»، خلال استدعاء القائم بالأعمال السعودي في طهران، «أحمد المولد»، أمس، السلطات السعودية إلى الإسراع بتحديد هوية الحجاج المفقودين في حادث التدافع، ومعالجة الجرحى، وتسهيل عملية نقل جثامين الضحايا الإيرانيين إلى وطنهم.
على الجانب المقابل، رفضت السعودية، مساء أمس، الانتقادات التي وجهتها إيران، وطالبت فيها بفتح تحقيق حول حادث تدافع منى.
وقال وزير الخارجية السعودي، «عادل الجبير»، خلال لقاء مع نظيره الأمريكي، «جون كيري» على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: «أعتقد أنه من الأفضل للإيرانيين أن يفعلوا شيئاً غير محاولة أن يستغلوا سياسياً مأساة طالت أناساً كانوا يقومون بشعائر دينية مقدسة».