Important news ticker


قال أحد مواطني مدينة «رفح المصرية» بشبه جزيرة سيناء على الحدود مع قطاع «غزة» إن أضرارا بالغة أصابتهم هذه الأيام تمثلت في اقتلاع قوات الجيش لأشجار اللوز والزيتون والخوخ والبرتقال والليمون والنخيل وجميع الأشجار الموجودة في تلك المنطقة أثناء تمشيط ما يقرب من 700 أو 800 متر.
وأضاف المواطن أن الأمر لم يقتصر على اقتلاع الأشجار، بل امتدت عمليات الجيش في سيناء إلى تهجير الأهالي وهدم المنازل رغم حصول المواطنين على تراخيص البناء وكافة الأوراق المطلوبة للبناء والإقامة.
وتساءل المواطن عن السبب وراء قيام قوات الجيش بهدم المساجد واقتلاع الأشجار وتهجير الأهالي رغم أن الأنفاق التي تربط بين قطاع «غزة» ومصر والتي تقول السلطات المصرية إنها السبب وراء تسلل عناصر إرهابية إلى سيناء وتنفيذ هجمات ضد عناصر الجيش فيها، تبعد عن المنازل تماما، مشيرا إلى أن هدم الأنفاق لا علاقة له بما يتم من تدمير لمنازل المواطنين، وعملية ردم هذه الأنفاق لا تتطلب تهجير أهالي المنطقة وهدم منازلهم.
وأوضح المواطن أن وجود هذه الأنفاق يمثل مصدر رزق وعيش لأهالي المنطقة في سيناء، حيث لا يوجد مصانع للعمل ولا مؤسسات ولا مصادر أخرى للعيش، مضيفا أن المنطقة تعاني الفقر ومشاكل ومصاعب عدة، حيث لا توجد مياه صالحة للشرب ولا يوجد أطباء ولا تخصصات في المستشفيات، مشيرا إلى أن مدينة «العريش» أقرب مدينة للمنطقة أصبح الوصول إليها والرجوع منها في غاية الصعوبة ويستهلك وقتا طويلا.
كما لفت أن مدينة «رفح» تعاني انعدام سبل الحياة وعدم توافر المرافق الأساسية من طرق ممهدة ووسائل اتصال ومياه عذبة، مشيرا أن أوضاع المنطقة تحت وطأة «الاحتلال الإسرائيلي» كانت أفضل حالا مما عليه الآن، على حد قوله.
وأعرب المواطن عن بالغ استياءه مما تقوم به قوات الجيش المصري مع المواطنين وأهالي سيناء قائلا إنهم يتعاملون معهم كما لو أنهم يهود وليسوا مسلمين ومواطنين مصريين، موضحا في الوقت ذاته أن أهالي سيناء يتعاملون مع كل الحكومات التي تتقلد السلطة في مصر ولا يشكلون عائقا أمامها، مطالبا بحصولهم على حقوقهم كمواطنين كما تطالبهم الحكومة بأداء واجباتهم في المقابل.
وذكر أن ما يتم في سيناء يمثل ظلما وقهرا لأهالي المنطقة، لافتا أن قوات الجيش فتحت النار على أحد المواطنين الذي خرج لإسعاف ابنه المريض ولم يكن على علم بحظر التجوال، ما أدى إلى وفاته في الحال.
وطالب المواطن بتوفير الأمن والأمان لأهالي المنطقة وفتح الطرق الرئيسية أمام حركة المواطنين لتيسير عملية الانتقال أثناء الحصول على متطلبات العيش من المدن القريبة، معربا عن أسفه لما آلت إليه الأوضاع المعيشية، مؤكدا أنهم كانوا يعيشون تحت سلطة «الاحتلال الإسرائيلي» في رغد وبدون أي مشاكل، على حد تعبيره.
وأضاف المواطن أنه يرغب في العيش في وطنه آمنا يحظى بالكرامة والعزة التي ينشدها في أرضه وبلاده، وأن تعمل السلطات المصرية على توفير كافة الخدمات التي تكفل لهم كرامة العيش.
يأتي ذلك بعد إعلان السلطات المصرية الأسبوع الماضي حالة الطوارئ مع حظر التجوال من الخامسة مساء إلى السابعة صباحا في منطقة شمال سيناء لمدة ثلاثة أشهر وإغلاق معبر رفح إلى أجل غير مسمى، إثر وقوع حوادث عنف متعددة استهدفت كمائن ونقاط عسكرية في شمال سيناء أدت إلى مصرع أكثر من ثلاثين جنديا مصريا وجرح العشرات.
وصدرت تلك القرارات بعد اجتماع لمجلس الدفاع الوطني برئاسة «عبدالفتاح السيسي»، ويضم المجلس رئيس الوزراء ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية والمالية ورئيس أركان حرب القوات المسلحة، ورئيس المخابرات العامة وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، ورئيس هيئة العمليات.
كما بدأت السلطات المصرية الأربعاء الماضي إقامة «منطقة عازلة» على الحدود مع قطاع «غزة» بإخلاء مئات المنازل في مدينة رفح في شمال سيناء، في محاولة لمنع تهريب الأسلحة وتسلل المتشددين بعد هجوم أودى بحياة أكثر من ثلاثين جنديا مصريا.
وقالت السلطات إن المنطقة العازلة ستكون بطول عشرة كيلومترات وعرض 500 متر وستقام على مرحلتين، في حين صرحت المصادر الأمنية أنه سيتم إجلاء 1100 أسرة تقيم في 800 منزل.