Important news ticker

وصل الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» إلى محافظة عدن، عصر اليوم الثلاثاء، قادما من العاصمة السعودية الرياض في زيارة تستغرق عدة أيام.
وكان مصدر في الرئاسة اليمنية قال في وقت سابق إن «هادي» سيصل إلى عدن اليوم، حسبما نقلت «وكالة أنباء الأناضول».
وتأتي زيارة «هادي» للاحتفال بالذكرى الـ53 لقيام الثوره اليمنية الأم في 26 سبتمبر/أيلول 1962 وعيد الأضحى المبارك.
وكانت مصادر قريبة من «هادي» قد أكدت قبل يومين أنه سيعود إلى مدينة عدن المحررة في غضون أيام، لمتابعة العمليات العسكرية الرامية إلى استعادة الشرعية ودحر ميليشيات «الحوثيين» في كل المدن ومرافق الدولة.
وتأتي عودة «هادي» لعدن، التي اضطر لمغادرتها في مارس/آذار الماضي، في وقت تخوض «المقاومة الشعبية» والجيش الوطني، بمساندة قوات برية من التحالف العربي، معارك عنيفة في محافظة مأرب شرق العاصمة صنعاء، التي أعلنها «هادي» عاصمة محتلة، معتبرا تحريرها هدفا أساسيا لإسقاط الانقلاب «الحوثي».
وكان «ناصر» نجل «هادي»، ومسؤول أمنه الشخصي، وصل إلى عدن السبت الماضي للترتيب لعودة والده للمدينة مع حلول عيد الأضحى، وتحدثت مصادر عن قيام شركة إماراتية بالعمل على ترميم وتجهيز قصر المعاشيق الرئاسي، الذي تعرض لدمار كبير خلال الحرب، من أجل إقامة الرئيس اليمني.
وشهد الأسبوع الماضي عودة نائب الرئيس ورئيس الحكومة «خالد بحاح» إلى عدن بعد ستة أشهر من الإقامة في الرياض، واعتبر أن عودته وحكومته نهائية وتعني أن الشرعية قد عادت لليمن، وأنها المسؤولة عن إدارة شؤون البلاد العسكرية والسياسية والإغاثية وإعادة الإعمار.
إنهاء الانقلاب
ويعتقد محللون يمنيون أن عودة الرئيس «هادي» تحمل دلالات كبيرة ورسائل للداخل والخارج، تؤكد أولا اكتمال عودة أطراف الشرعية اليمنية، كما تبعث رسائل بأن القيادة ملتحمة مع الشعب والمقاومة والجيش الوطني في إدارة معركة التحرير للبلد من ميليشيا الانقلاب «الحوثية».
واعتبر المحلل السياسي «عبدالقوي العزاني» عودة «هادي» إلى العاصمة المؤقتة عدن بعد عودة نائبه ورئيس الحكومة «بحاح» خطوة في الاتجاه الصحيح، ستكون لها دلالات عدة أهمها أن الشرعية عادت لليمن بعد ستة أشهر من الاغتراب والنفي القسري، لأن الشرعية على الأرض وفي الداخل غير شرعية المنفى بلا شك، حسب تعبيره.
وقال إن عودة «هادي» إلى عدن تمثل أحد المعطيات الكبرى لفشل الانقلاب «الحوثي» خصوصا بعد تحرير عدن ومحافظات لحج والضالع وأبين، والهزائم المتلاحقة التي منيت بها مليشيات الانقلاب والانتصارات المهمة التي تحققها المقاومة في تعز ومأرب والبيضاء.
وأضاف «العزاني» أن الأهم من عودة «هادي» للبلد هو الاستراتيجية والسياسات التي سيعمل على ضوئها، ونوعية القرارات التي سيتخذها وما إذا كانت ستصب في خانة دعم «المقاومة الشعبية» خصوصا في تعز وإنجاز تحرير العاصمة صنعاء، وحتى صعدة معقل المتمردين «الحوثيين».
عودة الشرعية
وفي ذات السياق، رأى محللون أن عودة «هادي» تعد دليلا واضحا على أن الأوضاع العامة في مدينة عدن باتت أكثر أمنا واستقرارا منذ تحريرها.
وأكدوا أن عودة «هادي» ستكون الحدث الأبرز وخلاصة للإنجازات التي حققتها «المقاومة الشعبية» والجيش الوطني، ورسالة بأن التحالف العربي حقق الهدف الأول من أهدافه وهو عودة الشرعية إلى اليمن، ولم يبق إلا إنجاز مهام استعادة الدولة بالكامل وإنهاء انقلاب الميليشيا «الحوثية».
إلى ذلك، أوضح مراقبون أن عودة الرئيس «هادي» تعد رسالة أمل وتفاؤل للشعب اليمني، كما تمثل ضربة قاصمة للانقلاب، ومؤشرا على اندحار الميليشيا «الحوثية» وهزيمتها بشكل ناجز وتام، وأنها لن تنقذ نفسها إلا في حالة وقعت على آلية تنفيذية لمقررات «مجلس الأمن الدولي» وستكون أشبه بوثيقة استسلام.
وأضافوا أن «هادي» بعودته إلى عدن يبعث برسالة للإقليم والعالم أن التنازلات التي يطالب بها البعض لإنقاذ الميليشيا «الحوثية» لم يعد لها معنى بعد الإنجازات المتراكمة للمقاومة والجيش الوطني وقوات التحالف العربي في ميدان المعركة، وأن عودة الرئيس وحكومته بداية لمرحلة جديدة لترسيخ الشرعية وإنهاء التمرد.