Important news ticker


أفاد مسؤولون أمنيون مصريون أن مسلحين تابعين لتنظيم «الدولة الإسلامية» شنوا سلسلة هجمات منسقة، بينها سيارة ملغومة، صباح اليوم الأربعاء، على عدة نقاط تفتيش تابعة للجيش في سيناء، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات من الجنود والمسلحين.
وقالت وسائل إعلام محلية وغربية إن الهجمات أسفرت عن مقتل أكثر من 70 جنديا إضافة إلى عدد من المسلحين.
وقد أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» في بيان نشر باسم «ولاية سيناء» أن عناصر التنظيم تمكنوا من تنفيذ عدة هجمات على 15 موقعا أمنيا وعسكريا لما وصفه بــ«جيش الردة».
وبحسب البيان فقد تم تنفيذ 3 عمليات انتحارية على نادي الضباط بالعريش وكميني السدرة وأبو رفاعي بمدينة الشيخ زويد، فيما تم الهجوم بالأسلحة الثقيلة والخفيفة وقذائف الـ«آر بي جي» و«الهاون» على كمائن (الماسورة، سادوت، ولي لافي، الوفاق، أبو طويلة، الضرائب، قسم شرطة الشيخ زويد، جرادة، بنزينة بالخروبة، العبيدات، قبر عمير، الإسعاف، والشلاق).
وأفاد البيان بأن عناصر التنظيم تمكنت من السيطرة على عدة مواقع والاستيلاء على ما فيها، وقامت باستخدام الصواريخ المضادة الموجهة في مهاجمة المواقع وقطع الإمداد والتصدي لطائرات الجيش بأسلحة الدفاع الجوي، ما أجبر الطائرات على التراجع، وفقا للبيان.
وتباينت التقارير الواردة بشأن ضحايا الهجمات من العسكريين المصريين، إذ أفاد المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية العميد «محمد سمير» بمقتل 10 جنود في الهجمات التي طالت 5 نقاط تفتيش.
بينما رفعت وكالة «أسوشييتد برس» العدد نقلا عن مصدر عسكري آخر إلى أكثر من 30 جنديا في هجمات طالت 6 نقاط تفتيش عسكرية في مدينة الشيخ زويد.
وقال المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن «عددا من العناصر الإرهابية (تشير المعلومات الأولية إن عددهم يقدر بحوالي 70 عنصرا) قاموا بمهاجمة 5 أكمنة بقطاع تأمين شمال سيناء بالتزامن».
وأضاف الناطق العسكري المصري أن القوات الأمنية قتلت 22 من المسلحين ودمرت ثلاث عربات (لاندكروزر) محملة بمدافع عيار (14.5) مم المضادة للطائرات.
وأشار إلى أن الاشتباكات ما زالت متواصلة بين الجانبين، حيث تقوم القوات الأمنية المصرية بتمشيط المناطق المحيطة بنقاط التفتيش التي تم استهدافها.
وقالت مصادر صحافية في سيناء وخبراء أمنيون إن الهجمات قام بها 500 عنصر مسلح، واستخدمت فيها قذائف «الهاون» و«آر بي جي» وصواريخ «سام 7» و«كورنيت» وعشرات السيارات، إضافة إلى سيارة ملغومة تم استخدامها في الهجوم على كمين السدرة، فيما وقعت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين المهاجمين وقوات الأمن، فيما أشارت مصادر طبية أن مستشفى العريش استقبل أكثر من 35 جثة.
وأوضحت مصادر إعلامية أخرى، أن الجهات الرسمية في مصر لديها تحفظ شديد بشأن إعلان أرقام الضحايا.
من جانبه طالب مصدر عسكري مصري بضرورة إخلاء الشريط الحدودي في سيناء مع قطاع غزة لمسافة لا تقل عن 5 كيلومترات، فيما أعلن مصدر صحافي أن «إسرائيل» قامت بإغلاق المعابر مع مصر على طول الحدود في سيناء.
يأتي هذا فيما يعقد مجلس الوزراء برئاسة المهندس «إبراهيم محلب» اجتماعا لمناقشة قانون مكافحة الإرهاب.
وقال المستشار «إبراهيم الهنيدى»، وزير العدالة الانتقالية وشئون مجلس النواب، إن التعديلات تتضمن اختصارات إجراءات نظر القضايا المتعلقة بالإرهاب، وذلك من خلال سرعة الإجراءات داخل المحاكم المخصصة لجرائم الإرهاب.
وأكد «هنيدي» أنه تم منح سلطات إضافية لمأمور الضبط القضائي للتعامل مع الجرائم الإرهابية، ومنح المحققين في جرائم الإرهاب بعض سلطات محكمة الجنح المستأنفة المنعقدة بغرفة المشورة، ومراقبة حسابات البنوك للأشخاص المشتبه في تمويلهم لتلك العمليات.
جاء ذلك في أعقاب تأكيد الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» أمس الثلاثاء أثناء تشيع جنازة النائب العام المصري «هشام بركات» الذي قتل أول أمس بتفجير سيارة ملغومة استهدفت موكبه، بحي مصر الجديدة شرق القاهرة، اعتزام الدولة تعديل القوانين من أجل تحقيق «العدالة» بأسرع وقت، مشيرا إلى أنه سيتم تنفيذ أحكام الإعدام والمؤبد ضد من صدرت بحقهم هذه الأحكام بالقانون.
هذا ويشن مسلحون هجمات ضد أهداف للجيش والشرطة في شمال سيناء ومناطق أخرى بالبلاد، أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص أغلبهم من رجال الجيش والشرطة.
وغالبا ما يعلن تنظيم «ولاية سيناء» الذي كان يعرف سابقا بتنظيم «أنصار بيت المقدس» قبل مبايعته لتنظيم «الدولة الإسلامية» مسؤوليته عن تلك الهجمات.
وتشهد سيناء منذ سنوات نشاطا مسلحا، وينفذ الجيش حملة أمنية واسعة النطاق شملت إعلان حالة الطوارئ وفرض حظر التجوال ليلا، وذلك في محاولة لوقف هجمات المسلحين.