Important news ticker


الخليج الجديد
على الرغم من الدعم الذي توفره المؤسستان الدينيتان الرسميتان في مصر والسعودية لتحالف الأنظمة المعادية للثورات العربية، إلا أن الإمارات لم تتردد في إنفاق المزيد من الأموال لتأسيس جبهة جديدة تواجه بها مواقف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المنحازة لقضايا الأمة. وهو ما يعتبر مؤشر على عجز الخطاب الرسمي الديني على مواجهة الأصوات المستقلة.
أعلن مساء السبت انشاء هيئة دولية مستقلة تهدف إلى ما وصفته بـ«تعزيز السلم في العالم الإسلامي»، وذلك تحت مسمى «مجلس حكماء المسلمين»، ويترأسها شيخ الأزهر، الدكتور «أحمد الطيب»، ورئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة العلامة الشيخ «عبد الله بن بيه».
جاء هذا الإعلان عشية اجتماع عقده عدد من علماء الدين في العالم الإسلامي بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، وجاء في نص بيان التأسيس الصادر أمس السبت، اتفاق المشاركين على أن «جسد الأمة الإسلامية لم يعد يتحمل حالة الاقتتال وحدة الاحتراب بين مكونات المجتمعات المسلمة، وعلى حاجة الأمة إلى تدخل عاجل وضروري لحقن دم الإنسان»، مؤكدين بأن غاياتهم هي نفسها غايات ومقاصد الشارع التي تتمثل في أن يُحفَظ على الناس دينهم وأنفسهم ودماءهم، وبأن ما يعطيه السلم لا يساويه ما تنتجه الحروب.
ويهدف المجلس، الذي تقرر أن تكون العاصمة الإماراتية أبوظبي مقرا له، إلى «توحيد الجهود في لم شمل الأمة الإسلامية وإطفاء الحرائق التي تجتاح جسدها، وتهدد القيم الإنسانية، ومبادئ الإسلام السمحة، وتشيع شرور الطائفية والعنف التي تعصف بالعالم الإسلامي منذ عقود». بحسب ما جاء في الإعلان.
وكانت الإمارات قد اختارت الدكتور «أحمد الطيب» الشخصية الإسلامية للعام من قبل «جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم» في دورتها الثامنة عشرة للعام الثاني علي التوالي كما منحت العاصمة الإماراتية أبوظبي شيخ الأزهر جائزة «شخصية العام الثقافية» فى العام الماضي.
والسؤال المهم هنا : إذا كان شيخ الأزهر جدير بالثناء والحفاوة على مدار عامين متتاليين، فلماذا لم يؤد الأزهر رسالته العالمية، ولماذا تحتاج أبوظبي لكيان جديد يضفي عليه طابع العالمية؟! أم إنها فقط الرغبة في امتلاك نفوذ جديد توظفه الإماراة الصغيرة الغنية لتحقيق سياساتها المعادية لحركة الشعوب العربية والإسلامية؟
الحقيقة أن الدكتور أحمد الطيب نجح في مهمته المتمثلة في توفير غطاء ديني لسياسات غير أخلاقية، وهذا بالضبط ما تريده الإمارات من «مجلس الحكماء»